التعاطي الدبلوماسي التونسي مع مجريات الأحداث في سوريا
تعاطت الدبلوماسية التونسية مع تسارع شريط الأحداث في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد بتاريخ 8 ديسمبر 2024 عبر بيانات ثلاثة عبّرت من خلالها عن موقفها من مجريات الأحداث.
موقف تونس ودول عربية
وبتاريخ 4 ديسمبر الجاري، وبعد ثمانية أيام من إطلاق قوى المعارضة وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام" معركة ضد قوات النظام أصدرت تونس أول بيان عبرت من خلاله عن إدانتها "بشدّة الهجمات الإرهابية التي استهدفت شمال سوريا في المدّة الأخيرة".
وأعربت وزارة الخارجية التونسية في البيان ذاته عن تضامنها التام مع الجمهورية العربية السورية، داعية المجموعة الدولية إلى "مساندة هذا البلد الشقيق حتى يحافظ على سيادته وأمن شعبه واستقراره ووحدة أراضيه"، وفق نص البيان .
والموقف التونسي كان منسجما مع مواقف عديد الدول العربية التي عن تضامنها مع الرئيس السوري بشار الأسد، حيث أعلنت دولة الجزائر عن دعمها للدولة السورية بقيادة بشار الأسد، و"تضامنها المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة، دولة وشعبا، في مواجهة التهديدات الإرهابية التي تتربص بسيادتها ووحدتها وحرمة أراضيها، وكذا أمنها واستقرارها".
في السياق ذاته، أكد رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس السوري، "تضامن دولة الإمارات مع سوريا ودعمها في محاربة الإرهاب والتطرف".
من جانبه، أكد وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، أن مصر تدعم الدولة السورية ومؤسساتها الوطنية"، كما أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، دعم المملكة لاستقرار سوريا ووحدة أراضيها، بدوره عبر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس السوري، عن استعداد دولته لتقديم الدعم للنظام السوري من أجل مواجهة الإرهاب.
موقف تونس بعد سقوط بشار
لكن، وبعد تطور الأحداث وتمكّن قوى المعارضة من إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، شهدت المواقف العربية، تغيرا جذريا خاصة في علاقة بدعم نظام بشار الأسد.
وبالنسبة للموقف التونسي، دعت وزارة الخارجية في بيان إلى "ضرورة تأمين سلامة الشعب السوري والحفاظ على الدولة السورية دولة موحّدة كاملة السيادة بما يحميها من خطر الفوضى والتفتيت والاحتلال، وعلى رفض أيّ تدخل أجنبي في شؤونها".
وذكرت بموقف الدولة التونسية "الثابت المتعلّق بضرورة التفريق بين الدولة، من جهة، والنظام السياسي القائم داخلها، من جهة أخرى. فالنظام السياسي هو شأن سوري خالص يختاره الشعب السوري صاحب السيادة، فهو وحده الذي له الحقّ في تقرير مصيره بنفسه بمنأى عن أي شكل من أشكال التدخل الخارجي"، وفق نص البيان .
ودعت "كافة الأطراف السورية إلى التلاحم وتغليب المصلحة العليا للبلاد من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقلاله وسلامته واستقراره وتأمين انتقال سياسي سلمي يحفظ الدولة واستمراريتها ويُلبّي تطلّعات الشعب السوري وحده".
من جهتها سارعت الجزائر إلى إصدار بيان عبر وزارة الخارجية، قالت فيه إنها تتابع "باهتمام بالغ تطورات الأوضاع الأخيرة والتغيرات المتسارعة" في سوريا، داعية المعارضة التي وصفتها بـ"الأطراف السورية" إلى العمل على الحفاظ على أمن وطنها واستقراره، وذلك بعد أيام قليلة من وصفها لما تقوم به المعارضة بـ"التهديدات الإرهابية".
بدورها رحبت دول عربية بخيارات الشعب السوري التي توجت بإسقاط نظام بشار الأسد، وحثت على اتخاذ إجراءات لإحلال الاستقرار وتحقيق التنمية وعدم الانزلاق للفوضى، ودعت المجتمع الدولي إلى دعم "المشروع الوطني السوري".
جاء ذلك حسب مواقف رسمية صادرة عن السعودية والكويت وسلطنة عمان وقطر والبحرين ومصر والأردن واليمن والعراق والإمارات، والجزائر وفلسطين.
تونس تدين الاعتداءات الصهيونية
وفي آخر تعاطي مع مجريات الأحداث داخل الأراضي السورية، عبرت تونس أمس الأربعاء عن إدانتها "بشدّة للاعتداءات الصهيونية على الأراضي السورية بعد سطو الكيان المحتلّ على جزء من الأراضي السورية في المنطقة العازلة في هضبة الجولان السورية المحتلة في هذه المرحلة الاستثنائية التي تمرّ بها الجمهورية العربية السورية الشقيقة"، وفق نص بيان صادر عن الخارجية التونسية.
كما عبّرت تونس عن استنكارها للقصف الصهيوني على سوريا واعتداءاته المتواصلة على مُقدّرات الشعب السوري الشقيق وثرواته، "في محاولة يائسة لاستغلال الظروف الخاصة التي تمرّ بها المنطقة لفرض أمر واقع جديد يخدم السياسية التوسعية للكيان الغاصب"، وفق البيان ذاته.
*خليل عماري